معنی التکبير هو : انَّ الله تعالى أكبرُ من ان يوصَف ؛ وليس معناه : انَّ الله أکبرُ من کلِّ شیءٍ وان کان کذلک ؛ لانَّ الموجودات جميعا لايقاس به سبحانه . فانّ الاشياء محدودة وهو تعالی غير محدود من جميع جهات الکمالية من الذات والصفات والاسماء والافعال ؛ ولانسبة بين المحدود واللا محدود .
عن* أبي* عبدالله* عليه* السّلام*، قالَ: قالَ رَجُلٌ عِندَه*: اللهُ أكْبَرُ. فقال*: اللهُ أكبَرُ مِن* أيِّ شَيْءٍ؟! فقال*: من* كُلِّ شَيْءٍ. فقال* أبو عبدالله : حَدَّدَتَهُ! فقال* الرَّجُل*: كيف* أقُول* ؟! قالَ: قُلْ: اللهُ أكْبَرُ مِنْ أَن* يُوصَفَ وفی حدیث آخر :
قال* أبو عبدالله* عليه* السّلام*: أيُّ شي*ءٍ اللهُ أكبرُ؟ فقلتُ: اللهُ اكبر من* كُلِّ شَي*ءٍ. فقال*: و كان* ثَمَّ شَي*ءٌ فيكونُ أكبَرَ مِنهُ ؟! فقلتُ: وَ مَا هُوَ ؟! قال : اللهُ اكْبَرُ مِنْ أنْ يُوصَفَ .
(اصول* كافي ج*1 ص* 118و117)
ومن خطب مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام : الحمد لله* الواحد الاحد الصَّمد المتفرّد الّذي* لا من* شي*ء كان *، و لا من* شي*ء خلق* ما كان . قدرته* بان* بها الاشياء ، و بانت* الاشياء منه* . فليست* له* صفة* تنال* ، و لا حدٌ يضرب* له* الامثال . كَلَّ دون* صفاته* تعبير اللغات*، و ضلَّ هنالك* تصاريف* الصفات* .
( «توحيد» صدوق*، ص* 41 و ص* 40)
فکما قلنا سابقا : انه تعالی غير محدودٍ بحدٍّ وصرفُ الوجود ، واعلی من کلِّ قيدٍ ؛ فحقيقته سبحانَه منزّهٌ عن کلِّ تعيّن اسمیّ وصفتیٍّ ومن کل قيدٍ مفهومیٍّ وحتی من هذا الحکم بالاطلاق ، فانَّه نحو تقييدٍ و تحديدٍ . وامّا العينية التی يثبت بالبرهان بين الذات والصفات ، فهو من جانبٍ واحدٍ بمعنی انَّ الذاتَ عينُ الصفات الکمالية من العلم والقدرة والحياة ... ولکنَّ الصفات ليست عينَ الذات ، من باب عينية المطلق مع المقيَّد دون* العكس* . فكلّ مطلقٍ مع* المقيّد ، و لا يكون* كُلُّ مُقَيَّدٍ مع* المطلق *. فلا يُحاکيه تعالی ـ کماهوـ ایُّ اسم وصفةٍ ، وان کان هو سبحانه واجدٌ لجميع الاوصاف الجمالية والجلالية بنحوٍ اعلی واتمّ ، وبلسان العلم : هو تعالی مصدر لجميع الاسماءالحسنی ومنشأ لانتزاعها ، ولکن ولايکون مصداقا لها ! فتأمل فيماذکر، فانَّه من لطائف التوحيد وغوامضه : ضلَّت فيک الصفات ، وتفسَّخَت دونَک النعوت ، و حارت فی کبريائکَ لطائفُ الأوهام .
وفقكم الله