حين تختلط المفاهيم في زماننا وتتراجع الاخلاق والقيم فتصبح الرجولة هي الذكورة دون الانوثة بحكم المظهر بغض النظر عن المضمون فإنه حَرِّيٌ بنا أن نوضح مفهوم الرجولة منعا لهذا الخلط فكم من فوارق بين الرجولة والذكورة , نحن بحاجة الى التذكير بسمات الرجولة الحقيقية ومقوماتها!
ان الرجولة هي اهم خصلة في الرجل ومن دونها يفقد هويته هي صفات ومبادئ سامية تمس الروح والنفس أكثر من البدن والظاهر ويكفيك إن كنت مادحا أن تصف إنسانا بالرجولة أو أن تنفيها عنه لتبلغ الغاية في الذمّ فالرجال هم أهل الشجاعة والنخوة والشهامة اهل الصدق والكرم والإباء هم الذين تتسامى نفوسهم عن الذل والهوان هم اهل القوة والمروءة والوفاء القوة التي تمنحهم القدرة على البذل والعطاء والتضحية وتحمل المسؤولية!
فالرجولة تتمثل في نظر حواء في أن تجد من تستند عليه حين تميد الأرض من تحتها أن تجد من يربت على كتفها بحنان واحتواء يتفهمها يسمعها قبل أن تتكلم يداويها قبل أن تتألم ويرضيها قبل أن تتظلم هي غيرة على العرض والدين كل هذه المقومات تنبع من التدين والإيمان بالله سبحانه وتعالى بدون زيف أو ادعاء هي نخوة تشعر معها حواء بالأمان مع شريك حياتها وأنها فى أيد أمينة!
كثيرون هم الذين يحبون أن يمتدحوا بوصف الرجولة دون ان يسعفهم رصيدهم منها فيلجأون إلى أساليب ترقع لهم هذا النقص وتسد الخلل , فتجد الزوج يقسو على زوجته والوالد على أولاده والاخ على اخته والمعلم على طلابه المدير على موظفيه اعتقادا منهم أن الرفق ليس من صفات الرجولة وأن الرجل ينبغي أن يكون صلبا شديدا لا يُراجع في قول ولا يُناقش في قرار حتى ان كان على باطل مع أن أكمل الناس رجولة كان أحلم الناس وأرفق الناس بالناس مع هيبة وجلال لم يبلغه غيره إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فكل رجل ذكر ولكن ليس كل ذكر رجلا فالرجال تظهر عند المواقف الصعبة والحرجة تظهر فقط عند الشدائد والإنسان الذي يملك مقومات الرجولة ليس بحاجة إلى تصنعها وإقناع الآخرين بها فما لم تنطق حاله بذلك وما لم تشهد أفعاله برجولته فالتصنع لن يقوده إلا إلى المزيد من الفشل والاحباط!